عيش اللحظه الحاضره
من أهم طرق التغلب علي التوتر والقلق التركيز علي اللحظه الحاضره.
كيف تعيش الوقت الحاضر
_ تعلم كيف تعيش الوقت الحاضر واللحظة الحاضرة، حيث أن عيشك اللحظة الحاضرة سيغير حياتك، وستصبح الواحة التي تلجأ إليها لتنجو مهما كان عملك شاقاً أو كان يومك خارجاً عن سيطرتك.
سألت بعض الأشخاص عن الأمور التي تمنعهم من عيش يوم هادئ وهانئ، فتراوحت الإجابات بين:
مشاكل العمل.
شبكات التواصل الاجتماعي
إدمان الألعاب الإلكترونيه
تراكم الكثير من الأمور في وقت واحد.
المقاطعات غير الضرورية.
عدم القدرة على السيطرة على وضع ما.
الأمر المذهل هو أن حل كل هذه المشاكل يتمثل في طريقة واحدة: أن تعيش في اللحظة الحاضرة.
كيف تكون اللحظة الحاضرة هي الحل؟
إذا نظرنا عن كثب إلى المشاكل التي ذكرناها سندرك أن أساسها هو “العقل” ، بالطبع هناك عوامل خارجية تسبب لك التوتر والقلق والإرهاق كوظيفة صعبة أو ضغوط الأطفال والأعمال المنزلية والملهيات كالأجهزة الإلكترونية وغيرها، ولكن إذا أمعنا النظر لهذه العوامل فسندرك أنها ليست هي المشكلة بحد ذاتها، إن المشكلة تكمن في كيفية تعامل عقلك مع هذه العوامل.
ولكن إذا عشت اللحظة الحاضرة فهذه العوامل لن تصبح مشاكل بالنسبة لك، لأنك ستعيش لحظة لا يوجد فيها سواك وهذا العامل الخارجي فقط ولن تزاحمك أمور أخرى تسبب لك للقلق.
إذا قاطعك طفلك مثلا أثناء انشغالك بأمر ما فأمامك خياران، إما أن تضطرب وتتوتر لأن هناك أمور كثيرة عليك إنجازها وطفلك يزيد المهمة صعوبة بمقاطعته، أو أن تتوقف وتحول تركيزك كاملًا له وتعيش لحظة لا يوجد فيها سواك وطفلك فتستمتع بها وتعيشها بكامل تفاصيلها وأنت تحمد الله أن وهبك هذا الوقت لتمضيه معه.
وإذا تطلب منك عملك أن تقوم بمهمة عاجلة فيمكنك أن تضطرب وتتوتر لأن لديك كم هائل من المهام التي تتطلب الإنجاز وليس لديك الوقت الكافي لإنجازها، أو أن تصب تركيزك كاملًا على هذه المهمة فلا يكون حاضراً في تلك اللحظة سواك وهي، وعندما تنجزها تنتقل للمهمة التالية.
أما شبكات التواصل الاجتماعي والملهيات التقنية الأخرى فهي في الحقيقة لن تشكل عائقاً إذا أغلقناها و تعلمنا كيف نسيطر على أنفسنا ونبعدها عن متناول أيدينا ونركز تماماً في المهمة التي أمامنا فقط، وإذا كان هناك حاجة لإرسال بريد إلكتروني أو قراءة مدونة أو تصفح تويتر فيمكنك أن تتوقف تماماً عما كنت تفعله وتركز على هذه الحاجة فقط. ومع مرور الوقت ستعيش كل لحظة بلحظة قادراً على التعامل مع أي مشكلة أو ضغوط أو ملهيات.
كيف تتمكن من عيش اللحظة الحاضرة؟
إن عيش اللحظة الحاضرة أمر سهل ولكنه يتطلب الممارسة، فمعظم الأشخاص لا يتعلمون عيشها لأنهم لا يمارسون ذلك وليس لأن الأمر صعب. فعندما تمارس أمراً بانتظام فإنك تتقنه ليصبح أقرب للعادة من مهمة تتطلب الإنجاز، لذا الممارسة هي المفتاح.
وإليك كيف تفعلها: عندما تكون في خضم القيام بعمل ما تعلم كيف تصب جل تركيزك على هذا العمل فقط، ركز على كل جانب من جوانبه وأحاسيسه بما في ذلك جسدك وأفكارك. ستلاحظ أن تركيزك سيبدأ بالتشتت والتحول لأمر آخر، لا بأس بذلك فأنت في هذه المرحلة لا تحاول طرد جميع الأفكار من عقلك بالقوة بل أن تكون واعيا بهذا التحول، وهذا الوعي هو ما سيمكنك من العودة بتأن إلى حالتك الذهنية السابقة، العملية هي التالي: في هذه اللحظة أنت تركز فقط على القيام بأمر ما، فتقفز فكرة دخيلة إلى عقلك فتدرك وتعي هذه القفزة، وبدلًا من الانجراف معها تعود بهدوء إلى تركيزك وحالتك الأولى.
كرر هذه العملية مراراً وتكراراً ولا تيأس مهما كثرت محاولاتك، ركز فقط على فعلها الآن. قد يكون الأمر مرهقاً في البداية ولكن لا تدع ذلك يقلقك، فيمكنك أن تتوقف إذا شعرت بالإرهاق ثم عد للممارسة بعد فترة قصيرة، ستجد أن جميع قلقك يتبدد مع الوقت وأنك تستمتع بالمهمة التي تقوم بها في تلك اللحظة أكثر من أي وقت مضى.
استمتع في كل عمل تقوم به وكن ممتناً لقدرتك على فعله، وستتعلم أن كل خطوة يمكنها أن تصبح تجربة رائعة. وتدرب على ممارسة ذلك خلال اليوم و كل يوم، فالقليل من التذكيرات يمكن أن تساعدك في العودة للحظة الحاضرة، يمكنك أن تجد التذكيرات في كل مكان حولك؛ كصوت طفلك أو كرؤية زملاء العمل أو عند رؤيتك لحدث ما يتكرر ظهوره على تقويم حاسبك الآلي أو صوت أبواق السيارات.
التأمل أيضاً هو إحدى الوسائل الرائعة للتدريب فهو يساعدك على أن ترى الحياة بنظرة أبسط وتتعلم كيف تعيش حاضرك لحظة بلحظة. تدرب بتكرار وبتدرج فكل خطوة هي معجزة بحد ذاتها، وكل لحظة ستساعدك لتجد تلك الواحة الهادئة في منتصف صحراء الحياة الصاخبة.
( ارتشف الشاي من فنجانك بهدوء و روية وكأنه المحور الذي يدور حوله الكون، واستشعر كل رشفة ولا تفكر بالمستقبل، فهذه اللحظة الآن هي الحياة ) –ثيتش نات هان